الندوة :

هذه الندوة هي الثانية لسنة 2023، مِن بين ثلاث ندوات، نتناول فيها موضوع “الوطن والمواطنة في الكتاب المقدَّس”. إنّ الظروف التي نعيشها في لبنان هي التي أوحَت لنا بهذا الموضوع، لكنّنا نتناول الموضوع بصورة علميّة، كما جاء في الكتاب المقدَّس؛ إيمانًا منّا بأنّه موضوع مفيد للمؤمنين في كلّ بلد.

“المواطنة” هو التبعيّة الناتجة عن انتماء الإنسان إلى وطن؛ ولهذه التبعيّة وجه ملموس، ووجه غير ملموس. ففي وجهها الملموس، هناك البُعد القانونيّ/السياسيّ، والبُعد الاقتصاديّ/الاجتماعيّ. وفي معناها السياسيّ وبُعدها القانونيّ، تُشير المواطنة إلى الحقوق التي تكفلها الدولة لمَن يحمل جنسيّتها- مِثل الحرّيّة الفرديّة والمشاركة في الحياة الوطنيّة، والالتزامات التي تفرضها عليه- مِثل احترام القوانين؛ أو قد تعني مشاركة الفرد في أمور وطنه، وما يشعره بالإنتماء إليه. ومِن المنظور الاقتصاديّ الاجتماعيّ، تحتّم المواطنة إشباع الحاجات الأساسيّة لمواطنيها، بحيث يمكنهم العيش بكرامة، مقابل أنْ يشارك المواطنون في مصاريف الدولة مِن خلال دفعهم الضرائب المتوجّبة، زدْ على ذلك، عمل الدولة على التفاف المواطنين حول مصالح وغايات مشتركة، بما يؤسِّس للتعاون والتكامل والعمل الجماعيّ المشترك. أمّا الوجه غير الملموس فهو شعور المواطن بالاعتزاز كونه ينتمي إلى هذا الوطن، وتقديره المعنويّ لهذا الرابط الذي يربطه بوطنه.

هذا على الصعيد الإنسانيّ، لكنْ، ماذا يُعلِّم الكتاب المقدَّس بشأن المواطنة ومكوّناتها وتبِعاتها؟ وهل للموضوع علاقة بالدِّين والتديّن والإلهيّات؟ في العهد القديم، كان الانتماء إلى شعب إسرائيل (المواطنة في إسرائيل القديمة) هو شرط مِن شروط العهد مع الله، إذ إنّ الله قطَع عهدًا لفرد دعاه وصيّره شعبًا (إبراهيم)، ومِن ثمّ قطَع هذا العهد مع الشعب (العهد السينائيّ)؛ والانتماء لـ “شعب الله” يفرض موجبات ويعطي امتيازات.

كيف يمكننا أنْ نطبّق تعليم الكتاب المقدَّس عن المواطنة (الانتماء إلى شعب وإلى وطن) في الحالة اللبنانيّة التاريخيّة والحاضرة؟ في لبنان، هناك منافسة بين الانتماء إلى الطائفة الدينيّة، أو المجموعة العرقيّة، أو الحزب السياسيّ، والانتماء إلى الوطن. هناك شعور عند كلّ لبنانيّ بأنّ الدولة مقصّرة على جميع الصعد، لذلك، فقد كانت الروح الوطنيّة خافتة مِن حيث الالتزام بالمتوجّبات نحو الدولة. وماذا عن اليوم، حيث إنّ الشعور العامّ عند المواطنين هو أنّ الدولة نهبَتنا، كيف يجب علينا أنْ نعبّر عن وطنيّتنا أو مواطنتنا؟ وهل للمؤمن دور يلعبه في شفاء الوطن مِن خلال المواطنة؟ وما هو هذا الدور؟

هذه الأسئلة وغيرها يتناولها المحاضر، ليستخرج لنا، مِن الكتاب المقدَّس، تعليم كلمة الله عن الوطن، مِن خلال قراءة علميّة وروحيّة للنصوص المقدَّسة.

الخوري د. باسم الراعي

حائز شهادة دكتوراه في اللاهوت والفلسفة السياسيّة مِن جامعة مونستر في ألمانيا.

مسؤول قسم الأبحاث في المركز المارونيّ للتوثيق والأبحاث.

له مؤلَّف بعنوان (ميثاق 1943 تجذُّر الهويّة الوطنيّة اللبنانيّة)، منشورات المركز المارونيّ للتوثيق والأبحاث، 2009؛ كما أنّ له مجموعة مِن الدراسات والمقالات.

المكان: جمعيّة الكتاب المقدَّس، سدّ البوشريّة، شارع جمعيّة الكتاب المقدَّس المحاذي للشارع بين كاليري الاتّحاد وكنيسة مارت تقلا

وعلى تطبيق زوم وفايسبوك

الزمان: 26/5/2023 الساعة 6:15 مساءً

مدّة الندوة كلّها 90 دقيقة، منها بين 45-60 دقيقة: محاضَرة، يَتبعها 30-45 دقيقة: حوار.

Contact Us

We're not around right now. But you can send us an email and we'll get back to you, asap.

Not readable? Change text. captcha txt

Start typing and press Enter to search